وظيفة الدماغ الإنساني هي...
إن وزن الدماغ العادي لدى الفرد يقرب من 1300غ، وهو عموما كذلك لدى جميع الأفراد، العبقري منهم والغبي، كما أن التركيبة الحيوية لكل خلية لديهم هي واحدة، ولكن الذي يختلف بين دماغ وخلايا دماغية وأخرى هو:
1- قوة الدفع الكهربائي "الوميضي" للموجات العصبية.
2- قابلية الخلايا للإثارة الحيوية الوميضية، فكما هو الحال مع الكائنات الحية عموما هناك لكل منها درجات مختلفة من المرونة والصلابة، تتكون لديها نتيجة النسيج الوراثي والغذاء وأساليب الحياة التي تعيشها. ومن هنا نستطيع الافتراض بأنه نظرا لاختلاف التركيبة العضوية للأفراد الناتجة عن عوامل متنوعة متعددة وراثية وبيئية معا، فإن قابلية الخلايا للإثارة أو استعدادها للاستجابة تختلف من حالة فردية لأخرى، الأمر الذي يؤثر على قدرات إدراكهم وذكائهم وتعلمهم.
3- سرعة تبادل الومضات عبر غشاء الخلية الدماغية، أو سرعة ضخ الوميض يؤدي إلى ارتفاع عدد السيالات العصبية المنتجة، الأمر الذي يوازي انتقال الموجاب من خلية لأخرى، وما تتصف به من سرعة أو قوة دفع.
4- سرعة وصول السيالات العصبية الحسية من الحواس إلى المناطق الدماغية المعنية بالمعرفة، وتعتمد درجة السرعة على عدة عوامل، أهمها: قصر الممرات العصبية التي تعبرها السيالات، وصلاحية هذه الممرات، ثم فعالية أو قدرة الحواس في كشف المواضيع المطلوبة.
كل العوامل السابقة تؤدي لاختلاف صحة وقوة الموجات العصبية الواردة للخلايا الدماغية والصادرة عنها، مجسدة كل منها لنوع محدد من المعلومات.
والمعرفة الإنسانية هي دائما ذات طبيعة متصلة، كل مفهوم منها ينبع من آخر يتدناه، ومن هنا لا شيء يأتي للفرد فجأة بالمعنى الحرفي للكلمة. وإن الاكتشافات الجديدة التي نخبرها أو نسمع عنها، مهما كانت مفاجئة، أو حدثت بالصدفة، قد تمت للفرد في الواقع نتيجة إدراك واسع سابق مباشر أو غير مباشر لاكتشافه الجديد، أي بعبارة أخرى نتيجة امتلاكه لنماذج سيالية عصبية غنية إدراكية كثيرة، تمثل مجملها مقدمة طبيعية لما يليها من ابتكارات.
www.Balagh.com